التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

حياة عريضة: عن الرضا وأشياء أخرى

  رأيت فيديو يُسأل فيه الناس لو علموا أنهم يموتون غدا، فما الذي سيندمون أنهم فعلوه أو لم يفعلوه.   فكرت في حالي ورأيت أنني عشت حياة عريضة لدرجة أنه من المجحف أن يقال "ماتت في عز شبابها" لو مت غدا. عشت لحظات كانت في منتهى الروعة وشعرت أنني سعيدة فيها بكل ذرة في كياني. انضممت من بعد الثانوية العامة لإحدى الجمعيات الخيرية. عشت معهم لحظات رائعة وأنا أرى مشاريع بسيطة تتحقق بعد جهد وتعب فريق كامل. وأدركت عظمة معنى "سرورٌ تدخله على قلب مسلم".   تذكرتني وأنا أهرول في الأيام الأولى من ثورة يناير المجيدة تقودني الحماسة ويلوح لي الأمل. هتافات الناس ترج الأفق وينتفض لها قلبي. كان كل شيء ملحميًا وأسطوريًا على نحو لن يتكرر. أتذكر كيف دلني الله عليه وردني إليه بعد أن عميت عنه. كنت في منتصف العشرينات، ينهزم داخلي كل شيء بعدما انتصرت الثورة المضادة.   أتذكر أمور كثيرة في غاية السوء لا أعرف كيف نجوت منها إلا أنها رحمة الله التي وسعت كل شيء ووسعتني. طاف ببالي سيل من الذكريات الجميلة. كنت أركب فرس عند الأهرامات من سنين عدة، والشمس تميل نحو الغروب وصوت أغنية رقيقة تناهى لأذني، شعرت بالس
آخر المشاركات

تشارلز بوكوفسكي: الحُبّ والأسَى

‘‘إنّ كانت لديك القُدرة على الحُب حقًا؛ حبّ نفسك أولًا.’’ “If you have the ability to love, love yourself first.” ‘‘سنموتُ جميعًا، كُلنا جميعًا، يا له مِن سيرك! وهذا السبب وحده كافيٌ لأنّ نُحبّ بعضنا البعض؛ لكنَّ هذا لم يحدث. لقد دمرتنا وسطَّحتنا التفاهات، والتهمنا الهراء.’’ “We're all going to die, all of us, what a circus! That alone should make us love each other but it doesn't. We are terrorized and flattened by trivialities, we are eaten up by nothing.” ‘‘أنا لا أكره الناس، أنا فقط أشعر أفضل عندما لا يكونوا حولي.’’ “I don't hate people... I just feel better when they're not around.” ‘‘يجب أنّ تموت عدة مرّات قبل أن أنّ تحيا حقًا.’’ “ You have to die a few times before you can really live .” ‘‘المُهم فعلًا هو كيف ستمشي على الجمر كما يجب.’’ “what matters most is how well you walk through the fire.” ’’حُبٌّ كهذا كان كالمرضِ العضال، مرضٌ لا تشفى مِنه كُليًّا أبدًا.’’ “A love like that was a serious illness, an illness from which you never entirely

في ذكرى رحيله: أحب الله فيودور ديستويفسكي

يمر اليوم، 9 فبراير ، مائة وخمسة وثلاثون عامًا على رحيل الأديب الروسيّ فيودور ديستويفسكي، أحدّ أهم الشخصيات المؤثرة في الأدب العالمي، وواحدًا مِن مَن شكلوا التراث الروحي للبشريّة.   حملت رواياته حسًّا إنسانيًا مُذهلًا ونظرة ثاقبة على العوالم النفسيّة للبشر. ولد ديستويفسكي في 11 نوفمبر 1821 في موسكو ، تلقى تعليمه الأساسيّ في المنزل، ثم في مدرسة خاصة، وبعد وفاة والدته عام 1837 انتقل لسان بطرسبرج ودخل كلية الهندسة في الجيش، تخرج ديستويفسكي كمهندس عسكري إلا أنّه استقال لاحقًا ليتفرغ للكتابه. صدرت أول رواية له "المساكين" عام 1840 وهو في التاسعة عشر مِن عمره، وقد بدى مِنها أنَّنا أمام أعظم العقول الدراميّة بعد شيكسبير، كما يقول الفيلسوف الفرنسي جورج ستاينر. ربما كانت أكثر التجارب تأثيرًا في دستوفسكي والتي غيَّرت مِن تناوله ونظرتِه للحياة بشكل عام هي تجربة "الاقتراب من الموت،"  عندما حُكم عليه بالإعدام بعد القبض عليه هو مجموعة مِن المثقفين الراديكاليين المفتونين بالنظريات الاشتراكية الطوباوية الفرنسية، ووجِهت لهم تهمة محاولة قلب نظام الحكم، فحُكم عليهم بالإعدام.

هل ماتت ما بعد الحداثة وشبعت موت؟

" أين الإله؟ أنا سأقول لكم ذلك! لقد قتلناه أنتم وأنا! نحن كلنا قَتَلَتُه ! لكن كيف فعلنا ذلك؟ كيف استطعنا أن نفرغ البحر؟ من أعطانا الإسفنجة لمحو كل هذا الأفق؟ ماذا فعلنا بفصلنا الأرض عن شمسها؟ إلى أين تقودها حركاتها، حركاتنا؟ أبعيدًا عن كل الشموس؟ ألم نندفع في منحدر لا قرار له؟ (…) أما يزال هناك أعلى وأسفل؟ ألسنا نتيه صوب عدم لانهائي؟" بتلك الكلمات أعلن نيتشه "موت الإله" في كتابه "العلم الجذل / الشاذ،" إله الحداثة، مُمهدًا الطريق لظهور ما بعد الحداثة . هذا هو عالم نيتشه؛ عالم ما بعد الحداثة بلا ثوابت أو مركزية أو حدود، لا شيء يتجاوز المادي المباشر، لا يُمكن لأي منظومة أخلاقيّة أن تحكم، فالإنسان كائن غرائزي مثله مثل بقية الكائنات، وكل الكائنات جزء من الطبيعة المادية التي تخضع كل الكائنات فيها "لإرادة القوة". فإن كان كارل ماركس يرى أن الصراعات الطبقية هي ما تؤطر صيرورة التاريخ؛ وإن كان سيجموند فرويد يرى أن صراع الرغبات في اللاوعي هي المحرك للتاريخ؛ فإن نيتشه قد رأى "إرادة القوة" هي محرك التاريخ. ربُما كان سبب هذه القطيعة الكلية