التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير ١٣, ٢٠١٥

نيتشه الحاضر الغائب

تقديم إريك والتر للوغد مُحطم الثوابت كان فريدريك نيتشه، والذي ولد عام 1844 وغرق تماما في الصمت عام 1889 وتوفى بعد ذلك بإحدى عشرة سنة، أحد أعظم فلاسفة القرن العشرين. ما جعله، ولايزال يجعله، شديد الأهمية تناوله شديد الوضوح والمثير للإعجاب لأكثر إشكاليات الحداثة إثارة للقلق، إشكالية القيم. وعلى الرغم من أن محاولاته لم تكلل بالنجاح إلا أنها أظهرت طبيعة وعمق الإشكاليات التي لاتزال تؤرقنا حتى اليوم. دعونا نبدء من إعلانه الصادم ’’موت الإله‘‘ في كتابه (العلم المرح) 1872. ينتشر في زمننا هذا التفكير العلماني، لكن في زمن نيتشه كان يعتبر هذا الإعلان نبوءة شديدة الدلالة. الدلالة المقصودة هنا لا تشير إلى الإلحاد: على الرغم من أن نيتشه كان بالتأكيد ملحدًا، إلا إنه لم يكن أحد رواد الإلحاد الأوربي، لكن الدلالة تكمن في سوسيولوجية الإعلان. يقصد نيتشه أن حلول الله كمعنى في الأشياء لم يعد موجودًا في الثقافة الغربية. حسنًا، مصطلح سوسيولوجية مبهم نوعا ما، حيث لا يوجد ما يعادل القيم، كمل يؤكد نيتشه. فموت الإله كان بمثابة هدم حجر الزاوية في منظومة القيم الغربية، وفتح باب للحضارة الغربية على الهاوية