التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٥

نيتشه الحاضر الغائب

تقديم إريك والتر للوغد مُحطم الثوابت كان فريدريك نيتشه، والذي ولد عام 1844 وغرق تماما في الصمت عام 1889 وتوفى بعد ذلك بإحدى عشرة سنة، أحد أعظم فلاسفة القرن العشرين. ما جعله، ولايزال يجعله، شديد الأهمية تناوله شديد الوضوح والمثير للإعجاب لأكثر إشكاليات الحداثة إثارة للقلق، إشكالية القيم. وعلى الرغم من أن محاولاته لم تكلل بالنجاح إلا أنها أظهرت طبيعة وعمق الإشكاليات التي لاتزال تؤرقنا حتى اليوم. دعونا نبدء من إعلانه الصادم ’’موت الإله‘‘ في كتابه (العلم المرح) 1872. ينتشر في زمننا هذا التفكير العلماني، لكن في زمن نيتشه كان يعتبر هذا الإعلان نبوءة شديدة الدلالة. الدلالة المقصودة هنا لا تشير إلى الإلحاد: على الرغم من أن نيتشه كان بالتأكيد ملحدًا، إلا إنه لم يكن أحد رواد الإلحاد الأوربي، لكن الدلالة تكمن في سوسيولوجية الإعلان. يقصد نيتشه أن حلول الله كمعنى في الأشياء لم يعد موجودًا في الثقافة الغربية. حسنًا، مصطلح سوسيولوجية مبهم نوعا ما، حيث لا يوجد ما يعادل القيم، كمل يؤكد نيتشه. فموت الإله كان بمثابة هدم حجر الزاوية في منظومة القيم الغربية، وفتح باب للحضارة الغربية على الهاوية

لهم حقوق الإنسان ولنا ليس حتى حقوق الحيوان

شهدت باريس اليوم مسيرات حاشدة خرج فيها ما يقرب من مليون ونصف المليون من السكان مع حشد من الزعماء والرؤساء والمبعوثين يتقدمهم قتلة ومجرمي حرب للتنديد بمقتل 17 من العاملين بجريدة تشارلي إبدو على يد اثنين من المتطرفين، مسلمين، لكنهم فرنسيين أيضًا، ولسبب ما يتغاضى معظم من يتناولون الحدث عن هذا الأمر بمنتهى الغباء أو السطحية. لا شك أن ما حدث مذبحة، ولا يستحق أي شخص مهما كان متخلفًا، عنصريًا، يُمثل بمعتقدات الآخرين، يحتقرهم ويزدريهم أن يُقتل، أنا صدقًا أؤمن بهذا، فليقل من يشاء ما يشاء أي وقت يشاء، حتى لو كان القائل جريدة عنصرية صفراء كتشارلي إبدو.  المؤسف فعلا، طبعا ليس ردود الفعل الرسمية الدولية، ولا طبعا ردود الفعل الرسمية العربية، لأن ’ولاد الوسخة‘ هؤلاء وهؤلاء لا يقيموا وزنًا لنا بالمرة؛ المؤسف حقًا عدد من المشاركات ’البائسة‘ (اللي لا هتودي ولا هتجيب) ولن تحرك شيء في بحر السياسة الدولية، ما أقصده مشاركات معظم من أعرفهم على مواقع التواصل، وخاصة كل ما يتعلق بهاشتاج ’أنا تشارلي‘. حيث اتفق معظم المشاركين على قلب رجل واحد أنهم مع العنصرية ضد الإرهاب! كان من الممكن إدانة وتجريم

ماذا بعد موت ما بعد الحداثة؟

يقول آلان كيربي ما بعد الحداثة ماتت وتم دفنها، وأتى في مكانها نموذج جديد للسلطة وللمعرفة تشكل تحت ضغط تكنولوجيا جديدة وقوى اجتماعية معاصرة. Pessimist-Optimist by M. C. Escher , 1944 India ink, colored pencil, white paint. أمامي هنا نموذج تم تحميله من موقع قسم اللغة الإنجليزية لأحد الجامعات البريطانية. يحمل النموذج الواجبات والفروض المطلوبة وقوائم روايات للقراءة أسبوع بأسبوع، روايات مصنفة على أنها ’روايات ما بعد الحداثة‘، لن أذكر الجامعة، ليس لأن النموذج المطروح يشوبه نقص؛ بل لأن هذا النموذج سيتم تعميمه على جميع أقسام اللغة الإنجليزية في البلاد مع بدء العام الدراسي الجديد. يَفترض النموذج المطروح أن ’’ما بعد الحداثة‘‘ لازالت قائمة ومزدهرة وفيها النبض: وسيقدم ’’موضوعات عامة عن ’ما بعد الحداثة‘ و’ما بعد التحديث‘ من خلال دراسة علاقتهم بالكتابات الخيالية المعاصرة‘‘. قد يجعل هذا ’ما بعد الحداثة‘ تبدو على أنها معاصرة، لكن بالعكس هذا يؤكد أنها ماتت ودفنت. تؤكد فلسفة ما بعد الحداثة أن المعارف والمعاني مراوغة، ويصعب الوقوف عليها. يتم التعبير عن هذا غالبا في صورة ساخرة من ا